محمّد بيرم الخامس
أحد علماء
تونس
ونخبة مصلحيها في القرن التاسع عشر. ولد في شهر مارس من سنة 1840م في أسرة علميّة عريقة، كان والده منها
الشيخ مصطفى بيرم
مفتي الحنفيّة، في حين كان جدّه الأوّل من قواد العساكر التركيّة. تولّى مشيخة
المدرسة العنقيّة
وتصدّر للتدريس
بجامع الزيتونة
من الطبقة الثانية سنة 1861م. ومنذ تولّي
خير الدين
الوزارة الكبرى
بتونس
في 27 نوفمبر 1873م حتّى كان
محمّد بيرم الخامس
من مساعديه: كُلِّف في 5 أفريل سنة 1874م بإدارة
جمعيّة الأوقاف
؛ وساهم سنة 1875م في لجنة تنظيم التعليم
بالمدرسة الصادقيّة
. ثمّ عيّن مديرا للمطبعة الرسميّة وإدارة جريدة الرائد التونسي في شهر جويلية من نفس السنة. ولم ينقطع خلال هذه السنوات عن المجاهرة بآرائه السياسيّة وشرح آرائه الإصلاحيّة؛ وحرّر في ذلك ملاحظاته حين سافر إلى
أوروبا
للتداوي وغيرها من الآفاق. واستقرّ به المقام بمصر حيث أسّس جريدة الإعلام بحوادث الأيّام، ونصائح الأنام، بعلوم الإسلام" التي أصدرها في 25 ربيع الأوّل من سنة 1302هـ/ 1884م، وأرادها يوميّة. ولكنّ صحّته لم تسمح بذلك، فجعلها ثلاث مرّات في الأسبوع، ثمّ أسبوعيّة، حتّى احتجبت سنة 1306هـ/ 1888م. والسّبب في توقّفها تولّي
محمّد بيرم الخامس
القضاء بإحدى المحاكم الابتدائيّة الأهليّة
بمصر
، فيما يذكر ابنه
محمّد الهادي
في
ذيل كتاب صفوة الاعتبار
.
ألّف
صفوة الاعتباربمستودع الأمصار والأقطار
، تجريد السنان للردّ على الخطيب
رينان
؛ التحقيق في مسألة الرّقيق؛ تقرير في بيان حقوق الدّولة العليّة على البلاد التونسيّة؛ تقرير في شأن التعليم
بمصر
؛ تحفة الخواص في حلّ بندق الرّصاص؛ ملاحظات سياسيّة عن التنظيمات اللازمة للدّولة العليّة.