صورة لزين العابدين السنوسي من كتابه الأدب التونسي في القرن الرابع عشر.
زين العابدين السنوسي ( 1898 – 1965) : كاتب وصحافيّ، أسّس في بداية عشرينيّات القرن الماضي مطبعة « العرب » الّتي ساهمت مساهمة فعّالة في حركة تجديد الأدب التونسي بنشر أعمال لأبي القاسم الشابي والطاهر الحدّاد وسعيد أبي بكر... من أشهر آثاره : « الأدب التونسي في القرن الرابع عشر هجري » – تأسيس مجلّة « العالم الأدبي » (مارس 1930).
زين العابدين السنوسي (1901 – 1965) صحفيّ وكاتب تونسيّ درس في الصادقيّة ثمّ في الزيتونة واتّصل بأبرز المثقّفين والسياسيّين التونسيّين بحكم نشاطه صحفيّا وناشرا صاحب مطبعة العرب. (شكري مبخوت)
===
زين العابدين السنوسي (1897/1898/1901 – 1965): أديب وصحافي وناقد ومترجم تونسي. ينتمي إلى أسرة علم وقضاء، درس بالمدرسة الصادقية وجامع الزيتونة، وكان عصامي التكوين. أنشأ "مطبعة العرب" (1922) ومجلة العالم" ثم "العالم الأدبي" (1930).
صدرت له مؤلفات عن ابن رشيق، وابن حمديس، وابن خلدون، ومحمد الشاذلي خزندار، وأبي القاسم الشابي، ومحمود قابادو، ومحمد بيرم الخامس، ومحرز بن خلف، وجميل صدقي الزهاوي... وترجم كتاب حضارة الأندلس، 1930. من مؤلفاته:
الأدب التّونسيّ في القرن الرّابع عشر، تونس، الجزء الأوّل سنة 1927، الجزء الثّاني سنة 1928. (محمّد القاضي)
تقديم النّص
Text presentation
Présentation du texte
أصدر زين العابدين السنوسي كتاب « الأدب التّونسي في القرن الرّابع عشر : تراجم – صحف مختارة - صور » في مجلّدين (عن « مطبعة العرب » بتونس لصاحبها زين العابدين السّنوسي في طبعة أولى سنة 1346 هـ الموافق لسنة 1927 م). وهو جزء من مشروع أكبر بعنوان جامع هو « مجموعة بلاغة العرب في تونس » في العصر الذهبي للعرب ثمّ في العصور الوسطى ولكنه بدأ بالقرن 14 هـ « لارتباطه بحياتنا الحاضرة » وذلك « تخليدا للنّبوغ والعبقريّة التونسيّة » على حدّ تعبيره.
وقصّة هذا الكتاب طريفة إذ تجوّل في البلاد التونسيّة رفقة الشّاعر محمّد الشّاذلي خزندار ليتعرّف مباشرة على أدبائها وخصوصا النّاشئين منهم ويجمع مختارات من كتاباتهم ومعلومات عن حياتهم. وهو ما يكوّن مادّة الكتاب الذي بنيت فصوله بحسب المؤلّفين. فنجد في كل فصل صورة فوتوغرافيّة للأديب ثمّ ترجمة له تتضمّن فكرة عن خصائص أدبه مشفوعة بالمختارات. مع الإشارة أنّ الجزء المخصّص للنثر من هذا الكتاب ما زال مخطوطا لم ينشر بعد.
وتبرز جرأة مشروع السّنوسي في التّأريخ للمعاصرين من الأحياء حتّى من كان منهم في بداياته مثل أبي القاسم الشابّي الذي لم يتجاوز سنّه عند صدور الكتاب التّسعة عشر عاما ولم يكتب بعد أهمّ قصائده وأشهرها. لكنّ السّنوسي حين ترجم له تفطّن إلى تميّزه إذ هو « أنبغ من عرفناهم من شباب البلاد » (السّنوسي، 1927، ج 1، ص 208).
وبمثل هذا الكتاب صار للأدب التونسيّ تاريخ خاصّ به له عصر ذهبيّ وعصور وسطى وحاضر يكشف عن « عبقريّة تونسيّة » مميّزة و« نبوغ » خاصّ. فالعبقريّة التّونسيّة الّتي يريد تخليدها من خلال مشروعه في تاريخ الأدب هي عنده « الدّرّة الميمونة في تاج الأدب العربيّ الخالد سواء في أدوار حضارته ومعانيه (...) أو في أدوار بلاغته البيانيّة الممتعة والدّالّة على توقّد تلك الأفكار الأدبيّة » (من صفحة التمهيد).
إنّ كتاب « الأدب التونسيّ في القرن الرّابع عشر » سدلّ على دور الأدب والثّقافة في إبراز « الذّاتيّة التونسيّة » والتّأكيد على علاقة الاستقلال الثّقافي لتونس في ضرب من الاتصال بالثّقافة العربّية الإسلاميّة والانفصال عنها. فهذا الكتاب جزء من بداية الوعي الوطنيّ بأنّ تونس تمثّل « أمّة » على حدّ تعبير عليّ البلهوان..
كتاب « الأدب التّونسي في القرن الرّابع عشر : تراجم – صحف مختارة - صور » في مجلّدين (عن « مطبعة العرب » بتونس لصاحبها زين العابدين السّنوسي في طبعة أولى سنة 1346 هـ الموافق لسنة 1927 م)