تقديم النّص
Text presentation
Présentation du texte
كان منطلق مصطفى خريّف في شعره المنزع الكلاسيكي الجديد القائم على الحفاظ على المعمار الفنّي القديم ومحاكاته مع تجديد في الأغراض والموضوعات تمثّل أساسا في العناية بالمسألة الوطنيّة والمسألة القوميّة وتمجيد العظماء والقول في الطبيعة والمجتمع والحبّ... غير أنّ تأثر الشاعر بالرومانسية وإعجابه بالشّابي خاصّة قد ساعده على التجديد في البناء والأسلوب وعلى تطوير رومانسيّة الغزل القديم : وهذا أبرز مجالات إضافته وطرافة منحاه في تقديرنا.
فإذا بحثنا عن محامل الإجادة الخاصّة وتجليّاتها في شعر الشّاعر استوقفتنا نصوصه الوجدانيّة ولا سيما تلك التي يصف فيها حركة الجسد الأنثوي، وأهمّها عندنا قصيدته "حورية الموج" التي قالها في غانية رآها تسبح في بعض شواطئ تونس ومنها قوله:
"شفّ صدرُ البحرِ عن سرّ الجمالِ
وطفتْ فيه اللآلي...
فوق موجٍ فاض من سحرِ الجمالِ
فاق تصوير الخيال
مستجيشا مثل أشواقي
حين أكسوها بديعا من بياني
هل على صدرك فاضت موجتان
بالهوى ترتعشان..."