هذه المعطيات وقتيّة في انتظار المصادقة عليها !

افتتاح الدّعوة

أبو حَنِيفَة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد ابن حيون التميمي
283 / 896 القيروان  -  363 / 974 القاهرة

ولد أبو حنيفة النعمان بن محمّد بن منصور التميمي بالقيروان في آخر القرن الثالث الهجري / التاسع للميلاد ونشأ بها. كان عالما بالفقه والأدب والأخبار. اشتغل بالقضاء في طرابلس الغرب ثمّ في المنصوريّة عاصمة الخلافة الفاطميّة وقتئذ. يُروى أنّه كان على مذهب ا لإمام مالك (والمسألة خلافيّة في هذا الباب) قبل أن يتحوّل عنه إلى المذهب الإسماعيلي السبعي . قضّى حياته في خدمة الخلفاءالفاطميّين الأربعة الأوائل، وهم على التوالي: المهدي باللّه (ت 933/322) والقائم بأمر اللّه (ت 946/334) والمنصور (ت 953/341) والمعزّ لدين اللّه (ت 975/365). ويُعدّ القاضي النعمان واضعا لأسس الفقه الإسماعيلي ومؤرّخا من الطراز الأوّل للدعوة الفاطميّة سواء في إفريقيّة أو في مصر . صحب المعزّ لدين اللّه حين انتقل سنة 973/362 إلى القاهرة واستقرّ بها. وهناك نهض بخطّة قاضي القضاة. وهي الخطّة ذاتها التي تولاّها من بعده ابنان من أبنائه وحفيدان من أحفاده.

من أبرز مؤلّفاته المطبوعة: افتتاح الدعوة ، دعائم الإسلام ، أساس التأويل ، المجالس والمسايرات . ( عن الأستاذ بسام الجمل)


من مؤلّفاته

اختلاف أصول المذاهب دعائم الإسلام افتتاح الدّعوة المجالس والمسايرات الإيضاح أساس التأويل


المزيد من المعطيات على الموسوعة التونسيّة
تقديم النّص

يؤسّس الكتاب لتاريخ الدّعوة الفاطميّة بالمغرب ولأصولها المذهبيّة الشيعيّة الإسماعيليّة، ورغم كون مؤلفه شيعي المذهب، ومؤرّخا رسميّا للبلاط الفاطميّ فإنه التزم بالدقة في نقله للأخبار ممّا جعله عمدة كلّ المؤرخين اللاّحقين الذين كتبوا عن الدولة الفاطميّة.

يتميّز الكتاب بمعاصرة مؤلّفه لأغلب الأحداث التي دوّنها، كما أرّخ لنهاية الدولة الأغلبيّة ولأعظم ثورة، ثورةالخوارج التي عرفها المغرب ، والمشهورة بثورة صاحب الحمار مخلد بن كيداد (ت 336هـ/947م) . كما يتميز بجوانبه الأدبية والجغرافية.

يؤرّخ الكتاب لفترة زمنية تمتد من سنة 278هـ/891م تاريخ ابتداءالدعوة الفاطميّة في اليمن إلى قيامها في إفريقية سنة 296هـ/908م، وبداية توسعها في بقية مدن المغرب إلى حدود سنة 346هـ /957م وهو تاريخ الفراغ من الكتاب.

المحور الأول: يتعلّق ببدايات الدّعوة الشيعيّة الإسماعيليّة في اليمن باسم إمامها عبيد الله المهدي (ت 322هـ/934م) مع ابن حوشب (ت 302هـ/914م) وأخباره وحروبه التي خاضها في سبيل نشر الدّعوة والمدن التي فتحها والوفود التي أرسلها إلى المغرب ، وبسيرة أشهرهم وهو أبو عبد الله الشيعي (ت298هـ/911م)المعروف بالدّاعي .

المحور الثاني: رصد فيه المؤلف نشاط الدّاعي في المغرب وتمكّنه من تحويل قبيلة كتامة البربريّة إلى قوّة بشريّة لاحتضان الدعوة الفاطميّة وسَرَد حروبه والمناطق التي هيمن عليها والقبائل التي انضمت إليه وتحدث عن ردّة فعل الأغالبة تجاه دعوته وعن بعض أخبارهم.

المحور الثالث: تناول فيه الحروب التي خاضها الداعي ضدّ الدولة الأغلبيّة والمدن التي سيطر عليها، وسيرة عبيد الله المهدي الأب الروحي للدعوة الفاطمية، والمحنَ التي مرّ بها قبل قدومه خفية إلى المغرب واستقراره بسجلماسة وبعد ذلك.

المحور الرابع: خصّصه للحديث عن الدولة الفاطميّة بعد قيامها سنة 296هـ/908م ومراحل بناء عاصمتها الجديدة المهديّة حتى سنة 346هـ/957م، وعن سيرة سلاطينها الأوائل، عبيد الله المهدي ، والقائم بأمر الله (ت334هـ/945م)، والمنصور بالله (ت341هـ/953م)، والمعز لدين الله الفاطمي (ت 365هـ/975م) وما بذلوه من جهود في سبيل توطيد أركان دولتهم، وتصدّيهم لثورة صاحب الحمار وغزواتهم ضد ا لأمويين في الأندلس وضد الرّوم .

تعديل الجذاذة
شواهد

الحمد لله مؤيد الحق... الذي ختم بنبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) نبوّة النبيين وبرسالته رسالة المرسلين، وأبقى الإمامة في ذرّيته وعقبه الى يوم الدّين، إكراما له وإعزازا لدينه"
"وتكفل لأهله بالغلبة والتّمكين والتّأييد والإعزاز والتّحصين، ولم يخل الأرض من إمام فيها للأمة، وقائل بالحق وقائم بالحجة، وإن تغلب فيها المتغلبون واستتر للتّقيّة الأئمة المستحفظون"
"آثرنا من ذلك ذكر أمر الدعوة بأرض المغرب إلى المهدي (صلوات الله عليه) وابتدائها فيها، وهجرته (صلوات الله عليه) إليها، وقيامه عنها، وظهوره بأسبابها، ليبقى ذكر ذلك مسطورا، ويجري مذكورا مأثورًا، على مرّ الزمان، في غابر الدّهور والأيام"
" ووافى أبا عبد الله الخبر بهرب زيادة الله، وقد خرج من دُقة قبل أن يصل إلى سبيبة، فأخذ على سليانة ونزل وادي الرّمل... وخرج شيوخ القيروان وفقهاؤهم لتلقي أبي عبد الله فلقوه، وسلموا عليه وهنؤوه بالفتح. فأقبل عليهم بوجهه وردّ عليهم أحسن ردّ، وأمرهم فركبوا دوابّهم، ودعا بهم، فاستصحبهم، وحدّثهم أمّنهم في أنفسهم وأموالهم. فأعجبهم ما رأوه من تواضعه وحسن عشرته... وكان دخول أبي عبد الله يوم السبت غرة رجب سنة 296 ستّ وتسعين ومائتين... ولما استقر أبو عبد الله برقادة،أمر مناديا فنادى بالقيروان بالأمان التام للعامة ورجوع من كان تنحى عن وطنه إليه فرجع الناس إلى أوطانهم وقرّوا في قرارهم. وأخرج العمال إلى البلدان ونادى فيها بالأمان... وولى قضاء مدينة القيروان محمد بن عمر المرورّوذي وكان له تشيع قديم، ونظر في الفقه من قول الأئمة (ع.م)) وجعل إليه تولية القضاة والحكام بسائر البلدان."

"وأقبل المهدي (ع.م) في أنصار دولته، واحتفال عساكر أوليائه، كبدر التمام، وسيراج الظّلام، وأبو عبد الله في جماعة الدّعاة والشيوخ والأولياء يسعون بين يديه، والقائم (ع.م) خلف ظهره والمواكب والعساكر قد أخذت طول فحص القيروان وعرضه. فسلّم عليه شيوخ أهل القيروان بالخلافة والإمامة، وهنؤوه بالفتح والسّلامة. فردّ عليهم ردّا جميلا وقال لهم خيرا، وأمرهم بالإنصراف فانصرفوا، وقال لأبي عبد الله ومن كان بين يديه: كأنّا رأينا قوما يشبهون أهل مدائن المشرق، فأمّا من رأيناه من ّأهل المغرب، فما هم إلاّ كالبوادي. ونزل بقصر رقادة ونزل الأولياء دورهم وافترقوا إلى مواضعهم، وسار كلّ قوم من أهل إفريقية إلى مكانهم وتوجّهوا بمن أمره إذنه إلى بلدانهم."
" ولما أصبح صباح يوم الجمعة من غد يوم وصوله وأخرج توقيعا أمر أن يدعى به على المنابر وأنفذه إلى خطيبَيْرقّادة والقيروان بالدّعاء بعد الصّلاة على محمد (صلعم) وعلى عليّ (ع.م) وفاطمة والحسن والحسين وعلى الأئمة من ولده الذي كان أمر أبو عبد الله به. وكان ذلك التّوقيع بالدّعاء: " اللهم فصَلِّ على عبدك وخليفتك القائم بأمر عبادك في بلادك عبد الله أبي محمد الإمام المهدي بالله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه خلفائك الرّاشدين المهديين الذين كانوا يقضون بالحق وبه يعدلون! اللّهم وكما اصطفيته لولايتك واخترتَه لخلافتك وجعلته لدِينِك عصمة وعمادا"
"واستقر به (ع.م) قرار الملك، وسكنت به الدّهماء، وأمنت السبل، واعتدلت الأمور، واطمأنت واستقامت. ولما عرض عليه أولئك الجواري، اصطفى بعضهن، وأعطى القائم (ع.م) منهن وفرّق أكثرهن على وجوه رجال كتامة وقسم عليهم أعمال إفريقية، وجعل لكل عسكر من كتامة ناحية منها ومن غيرها من البلدان حيث انتهت طاعته وبلغ أمره. واستعمل وجوههم على مدائنها، وأمرهم بالتزين والتجمّل فلبسوا خير الثياب وحلّوا سروجهم ولجمهم وأظهروا زيّا حسنا. فخرجوا من الحلية التي كانوا عليها، واتسعت أموالهم، وكثرت نعمهم لما أصابوا من أعمال، وملكوا من البلدان، وأجرى عليهم مع ذلك الصّلات وأصبغ عليهم العطاء.
ودوّن الدّواوين. وأمر باقتضاء واجب الأموال. وكان ديوان الخرج قد أحرق لمّا هرب زيادة الله فأمر به فأحي. ونصب ديوانا للكشف، وديوانا للضّياع، وديوانا لأموال الهاربين مع زيادة الله، واستصفى أموالهم وترك ما كان لنسائهم لهن وأمر بسترهن وحفظهن. واتخذ العبيد من السودان والروم، ونصب ديوانا للعطاء."

مخطوطات
صور ذات صلة
صورة لغلاف كتاب أبو حَنِيفَة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد ابن حيون التميمي، افتتاح الدّعوة، دار المنتظر‏، ‏1995
Page de couverture du livre d'Al Qāḍī Abū Hanīfa Al-Nuʿmān ibn Aḥmad Ibn Ḥaiyūn al-Tamīmī, Iftitāḥ Al-Daʿūaẗ, Ed Dar Al Montadhar, 1995
Cover page of the book of 'Al Qāḍī Abū Hanīfa Al-Nuʿmān ibn Aḥmad Ibn Ḥaiyūn al-Tamīmī, Iftitāḥ Al-Daʿūaẗ, Dar Al Montadhar edition, 1995
صفحة العنوان لكتاب أبو حَنِيفَة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد ابن حيون التميمي، افتتاح الدّعوة، دار المنتظر‏، ‏1995
Page de titre du livre d'Al Qāḍī Abū Hanīfa Al-Nuʿmān ibn Aḥmad Ibn Ḥaiyūn al-Tamīmī, Iftitāḥ Al-Daʿūaẗ, Ed Dar Al Montadhar, 1995
Cover page of the book of Al Qāḍī Abū Hanīfa Al-Nuʿmān ibn Aḥmad Ibn Ḥaiyūn al-Tamīmī, Iftitāḥ Al-Daʿūaẗ, Dar Al Montadhar edition, 1995
صورة خريطة مأخوذة من كتاب أبو حَنِيفَة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد ابن حيون التميمي، افتتاح الدّعوة، دار المنتظر‏، ‏1995
Photo de la carte extraite du livre d'Al Qāḍī Abū Hanīfa Al-Nuʿmān ibn Aḥmad Ibn Ḥaiyūn al-Tamīmī, Iftitāḥ Al-Daʿūaẗ, Ed Dar Al Montadhar, 1995
Map's photo from the book of Al Qāḍī Abū Hanīfa Al-Nuʿmān ibn Aḥmad Ibn Ḥaiyūn al-Tamīmī, Iftitāḥ Al-Daʿūaẗ, Dar Al Montadhar edition, 1995
معطيات بيبليوغرافيّة

اليعلاوي محمد، "النعمان، القاضي"، في موسوعة القيروان،الدار العربية للكتاب، وزارة الثقافة والمحافظة على التراث، تونس، 2009، ص 339 – 340؛

  • Aḥmad ibn Muḥammad Šams al-Dīn Ibn H̱allikān : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ، حققه الدكتور إحسان عباس، دار صادر، بيروت، [s.d.]. تحقيق
  • صلاح الدين بن خليل بن أيبك الصفدي : كتاب الوافي بالوفيات ، باعتناء أوتفريد فاينترت، "دار النشر "الكتاب العربي، بيروت، 1997. تحقيق
  • محمد محمد مغاوري : ابن تغري بردي وكتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، المكتب العربي للمعارف، القاهرة، 2017.
  • Habib Feki : Les idées religieuses et philosophiques de l'ismaélisme fatimide : organisation et doctrine, , Université de Tunis, Tunis, 1978.
تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :