هذه المعطيات وقتيّة في انتظار المصادقة عليها !

مذكّرات الشابي

أبو القاسم الشّابي
1909 توزر  -  1934 تونس العاصمة

وُلد بالجنوب التّونسيّ (ضاحية الشّابّيّة بتوزر) سنة 1909، وانتقل مع والده الذي كان قاضِيا في الكثير من مناطقِ البلاد، ثمّ أقامَ بتونس للدِّراسة بالزّيتونة، ثمّ المدرسة الحقوقيّة. عُمُره كان قصيرا، فقد تُوفِّي بمرض القلب وله 25 عامًا، ولكنّ مكانتَهُ الشّعريّةَ كبيرةٌ في تونس والمشرق. ومن أبياتهِ الثّوريّة الخالدَة التي ضُمَّت إلى النَّشيد الرّسميّ التّونسيّ : إِذَا الشّعبُ يَومًا أَرَادَ الحَيَاة ** فَلا بُدَّ أَنْ يَستَجِيبَ القَدَرْ !


من مؤلّفاته

مذكّرات الشابي أغاني الحياة الخيال الشّعريّ عند العرب الرسائل - أبو القاسم الشابي


المزيد من المعطيات على الموسوعة التونسيّة
تقديم النّص
دَوَّنَ الشّابّي هذه المُذكِّرَاتِ بين 1 جانفي 1930 و6 فيفري 1930، وهُو طَالِبٌ بمدرسَةِ الحُقُوقِ وسنُّهُ لا تَتَجَاوَزُ 21 عَامًا. وقَد انطبَعَتْ بعضُ نصُوصِهَا بحَادِثَتَيْن مُهِمّتَين فِي حَيَاتِهِ هُما إِلقَاءُ مُحَاضَرتِهِ عَن الخَيالِ الشِّعرِيّ عندَ العَرَب (1 فيفري 1929) ووفاةُ وَالِدِهِ (8 سبتمبر 1929)، إذْ نَجدُ فِيهَا تَأمُّلاتٍ حَزِينَةً عن الفقدانِ والشّعُورِ بِالغُربةِ، والحَنِينِ إلَى مَرحِ الطُّفُولةِ والنّزْهةِ مَع الوَالِدِ فِي ضَوَاحِي زغْوَان، إضافةً إلَى الشّكْوَى من « آلامِ القلبِ المُرّةِ المُوجِعةِ ». ولكنّ فِي هَذه المُذكّرَاتِ نُصُوصًا أخرَى تُعبِّرُ عن تَوْقِ الشّابّي إلَى التّجْدِيدِ فِي الشّعرِ والفِكرِ، وهيَ تُصوِّرُ الحَياةَ الأدَبِيّةَ بتُونِس ومحوَرُها الخلدُونِيّة ونَادِي قُدمَاءِ الصَّادِقِيّة، وتذكُرُ بعضَ أعْلامِهَا مِن الأدبَاءِ والصّحفِيِّين المُعاصِرِين لَهُ، مِثْل إبراهيم بُورقعة (1904-1982) وأبُو الحَسن بن شَعبَان (1897-1963) وزين العَابِدِين السّنُوسيّ (1898-1965) ومصطفَى خريِّف (1910-1967)، ومحمّد صَالح المهِيدِي (1902-1969) وعُثمَان الكَعَّاك (1903-1976)، ومحمَّد الحلِيوي (1907-1978). ومِنْ مَواضِيعِ المُذكِّرات شغفُ الشّاعِرِ بالطّبِيعَة، واحتِرَامُهُ لكلِّ عَنَاصِرِها، وخرُوجُهُ المنتَظمُ إلَى مُنتزَهِ البلفِيدير للتّرْوِيحِ عن النّفسِ ومطالعةُ كُتُبٍ مُترجَمَة إلَى العَربِيّةِ. ولا يخلُو الكُتيِّبُ مِنْ فُكَاهَةٍ نَجِدُها فِي وصفِ بعض مشَاهدِ الحيَاةِ اليَومِيّةِ، مِنها تصْوِيرُهُ حَالَةَ شابٍّ مُثقّفٍ أُصِيبَ بِهَذَيَانٍ وثَرثَرَةٍ جُنُونِيَّةٍ، أو حديثُهُ عنْ رجُلٍ ثَقِيلٍ، أو ذِكْرُهُ لِحادِثَة فِقدَانِ « بابور » الطّبْخِ قبلَ السّحُورِ. وقد عبّرَ الشّابِّي في هذه المذكّراتِ عن ضِيقِه بِالحُقُوق وبـ « المَنَاصِب الشّرعيّة »، رغمَ أنَّ طريقَ القضَاءِ هُو طريقُ والِدِهِ، لأنّهُ شاعِرٌ : « إنَّنِي شَاعِرٌ. ولِلشّاعِرِ مذاهبُ فِي الحيَاةِ تُخالِفُ قَليلا أو كَثيرًا مذاهبَ النّاسِ فِيها. وفي نَفسِي شَيءٌ مِن الشّذُوذِ والغَرَابَةِ أحسُّ أنَا بِه حِينَ أكُونُ بين النّاسِ... يجعلُنِي أتّبعُ سِننا ورسُومًا تُحبُّها نفسِي، وربَّما لا يُحِبُّها الناسُ، وأفعلْ أفعَالا قَد لاَ يرَاهَا النّاسُ شيئًا مَحْبُوبًا، وألبسُ ألْبِسَةً ربّما يَعُدّهَا النّاسُ شاذّةً عن مألُوفَاتِهِم... ». نُشِرت مُقتطفَاتٌ مِن هذهِ المذكِّراتِ في "العالَم الأدَبِيّ"، ثمّ أصدرَتهَا الدّارُ التّونسيّةُ للنّشرِ في طبعة أولى سنة 1966. واطّلعَ محمَّد فَرِيد غَازِي (1929-1962) على المخطُوطِ الذِي كانَ عندَ المُحَامِي إبراهيم بُورقعة (1904-1982) عندمَا بَدَأَ يكتُبُ عن الشّابِّي سنة 1947. تُرجِمَت المُذكِّرَاتُ إلَى الفرنسِيّة (1988) وإلى الدّارِجَة التّونسيّة (2018)، وتعدّدت طبعاتُهُ في تُونس وخَارجها.
تعديل الجذاذة
شواهد

« وفِي شيْءٍ مِنَ المَضَضِ والازدِرَاءِ، حَدَّثَنِي صَدِيقِي عَن هَاتِهِ الفِرَقِ التّمثيلِيّةِ التّونِسيّةِ التي تَتَسَابقُ إلىَ تقدِيمِ رَغبَاتِها للمُشَاركَةِ في عِيدِ المَظالِمِ الاستِعمَاريَّةِ. وقد ارتفَعتْ قِيمَةُ صَاحِبِي فِي نَظَرِي عَمَّا كَانَت عَليْهِ بمثلِ تلك اللّهجَةِ الصَّادِقةِ مَعَ أنّه مِنْ طَائفَةِ المُوظّفِينَ التي لَمْ نعرِفْ عنهَا إلاّ أنّهَا أشْباحٌ خشبيّةٌ في مَوْكِبِ الاستِعمَارِ العَظِيمِ. »

(ص. 23)

« ثُمّ افترقنَا ونفسِي تُفكِّرُ بالأوسَاطِ التّونِسِيّةِ، فَإذَا بي مَا التفتُّ إِلَى نَاحِيةٍ منْ نَواحِي الحياةِ التّونسيَّةِ إلاَّ وأَجِدُ فِيهَا نشاطا وحَركةً ونُهُوضًا مِمَّا يبشِّرُ بأنّنا الآن في عَصْرِ انتِقَالٍ وتطوُّرٍ ستَشْمَلُ حركتُه كلَّ ضُرُوبِ الحياةِ فِي تُونِسَ. حقّق الله الأمَلَ. فقدْ طَالَ هَذَا الظّلاَمُ ! »

(ص. 32)

« وفِي المناصِبِ الشّرعيّةِ بالأخصّ قُيُودٌ، وطُقُوسٌ، وسُنَنٌ مُتَعَارَفَةٌ، اصْطَلَحَ عليهَا النّاسُ، وأَلِفُوهَا، فأصْبَحَتْ مُقَدَّسَةً عندهُمْ لا يُمكِنُ أنْ تُمَسَّ بِسُوءٍ. وأنَا أعْلَمُ أنَّ نَفْسِي تَأْبَاهَا وتُنْكِرُهَا ولا تَخْضَعُ إليْهَا. »

(ص. 74)
مخطوطات
صور ذات صلة
صفحة الغلاف من كتاب أبو القاسم الشّابي، مذكّرات الشابي، الدار التونسية للنشر، 1966

84

Page de couverture du livre d'Abū al-Qāsim Šābī, Muḏakkarāt al-Šābbī, Ed Maison Tunisienne de l'Edition, 1966
Cover page from the book of 'Abū al-Qāsim Šābī, Muḏakkarāt al-Šābbī, Tunisian publishing house edition, 1966
صفحة العنوان من كتاب أبو القاسم الشّابي، مذكّرات الشابي، الدار التونسية للنشر، 1966

84

Page de titre du livre d'Abū al-Qāsim Šābī, Muḏakkarāt al-Šābbī, Ed Maison Tunisienne de l'Edition, 1966
Title page from the book of 'Abū al-Qāsim Šābī, Muḏakkarāt al-Šābbī, Tunisian publishing house edition, 1966
معطيات بيبليوغرافيّة

-الشّابّي أبو القاسم، مذكّرات، تونس، الدّار التّونسيّة للنّشر، 1966.
-الشّابّي، أبو القاسم، مذكّرات الشّابّي بالدّارجة، ترجمة ضياء بوسالمي، تقديم عزيز عمامي، تونس، أبجديّات، 2018.
-محمّد فريد غازي، الشّابّي من خلال يوميّاته، تونس، الدّار التّونسيّة للنّشر، 1975.

- Abu-l-Qasim Chabbbi, Journal, traduit par Mongi Chamli et Mohamed Ben Smail, Cathage, Fondation nationale pour la Traduction, l'Etablissement des textes et les Etudes, Beit al-Hikma, 1988.

تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :