هذه المعطيات وقتيّة في انتظار المصادقة عليها !

حتّى نبني المسرح التونسي على أسس ثابتة

حبيب بورقيبة
ق. 20 م  - 

تلقى بورقيبة (1903-2000) تعليمه بالمدرسة الصادقيّة ثم بجامعة السربون حيث حصل على الإجازة في الحقوق، بدأ حياته السياسيّة محرّرا في جرائد الحزب الدّستوري ثم عضوا في لجنته التنفيذيّة، أسّس سنة 1932 جريدة "لاكسيون تونزيان"، انشق عن حزبه ونظّم مؤتمر قصر هلال (مارس 1934) الذي انتخبه أمينا عاما للحزب الدّستوري الجديد، تميّز بورقيبة بالدعوة إلى إقحام الجماهير في الكفاح ضد الاستعمار، وقع إبعاده إلى الصحراء، عرف السجن مجدّدا بعد أحداث أفريل 1938، كما نٌفي إلى جزيرة جالطة بعد اندلاع الثورة التحريريّة (1952)، في 1954 وافق بورقيبة على مبدإ التفاوض مع فرنسا لنيل الاستقلال الداخلي، عيّنه الباي وزيرا أكبر في أفريل 1956، واختاره المجلس التأسيسي رئيسا للجمهوريّة ( 25 جويلية 1957). تمّ إبعاده عن الحكم في 7 نوفمبر 1987.


من مؤلّفاته

بين تونس وفرنسا، 25 سنة من الكفاح في سبيل تعاون حر حتّى نبني المسرح التونسي على أسس ثابتة


المزيد من المعطيات على الموسوعة التونسيّة
تقديم النّص
لا نبالغ إذا ما اعتبرنا هذا الخطاب سابقة نادرةً في تاريخ الثقافة العربيّة والإفريقيّة الحديثة فلا نعرف رئيسَ دولة من الدول الناشئة، في تلك الحقبة وبعدَها، خصَّ المسرح بخطاب كامل وأولاه عناية مُعْلَنَةً وخاض في مسائله وقضاياه بصورة تفصيليـّة مثلما فعل الرئيس التونسيّ. لقد ألحّ فيه على الموقع الجوهريّ للمسرح في بناء تونس الحديثة؛ ولئن قدّر جهود الروّاد كلّ التقدير فإنّه لم يتردّد في اعتبار ممارسته إلى عهده بعيدة عمّا يُمكن أن يصبو إليه، فأعلن عن الحاجة إلى ثورة في مختلَف مكوّناته. ورسم الخطوط العريضة في ما يُشبه البرنامج الواضح العناصر والمراحل. ولم يقتصر هذا الخطاب على بيان واقع الممارسة المسرحيّة التونسيّة وعلى رسم آفاقها وتنزيلها منزلتها من المشروع الثقافيّ الحكوميّ الداعم لـ"معركة البناء والتشييد" التي بها انطلقت الدولة الحديثة، وإنّما تضمّن هذا الخطاب عددا من القرارات العمليّة المحدّدة فلقد كلـّف كاتب الدولة للتربية بإرسال منشور إلى مديري المعاهد لدعوتهم إلى تكوين جمعيّات مسرحيّة مدرسيّة فبدا في هذا النّصِّ، استنبات المسرح حسب أصوله الأوروبية كتابة ًوفُرجة ًوعاداتٍ ثقافية في المجتمع التونسي رهانًا من رهانات الدولة الوطنيّة الحديثة؛ وبدت فيه، المؤسسةُ المدرسيّة القائمةُ على ازدواج اللغة والثقافة الحاضنَ الحقيقيَّ للمشروع التأسيسيّ للمسرح التونسيّ وللثقافة الحديثة المنشودة. لئن كان هذا الخطاب مندرجًـا من حيث هو خطاب سياسيٌّ، ضمن مسعى الدولة الوطنيّة الناشئة إلى تأطير الحياة الثقافية للبلاد وإدراجها ضمن الأدوات الإيديولوجيّة الكفيلة بإضفاء مشروعيّة على أجهزتِها، فإنّ عناصر عدة ممّا ورد في هذا الخطاب تتناغم مع ما قامت عليه مطالب النخبة التونسيّة المتثاقفة التي كان برنامج "لجنة الدفاع عن المسرح التونسيّ" الصادر سنة 1945 وأصداؤه وامتداداته خيرَ َمُعبِّر عنها. بل إننا نكاد نعثـر فيه على النقاط السبع الواردة فيه؛ ولا غرابة في الأمر، فالزعيم بورقيبة منتم إلى هذه النخبة الوطنيّة المتثاقفة متلاق مع عدد من شواغلها وتطلعاتها بل ومُسْهِمٌ إسهاما صريحـًا منذ السنوات الثلاثيـن من القرن العشرين في الدعوة إلى العناية بالتجربة المسرحيّة التونسيّة الناشئة (انظر مقاله في جريدة l'action سنة 1932). ولقد لقِـيَ هذا الخطاب لدى رجال الثقافة والمسرح، وقتَ إلقائه، احتفاءً لافتـًا للانتباه ما انفكَّ يتعاظم مع الأيام تعاظُمًا أصبح معه علامة بارزة في مسار الحركة المسرحيّة التونسيّة. لقد أصبح هذا النّصُّ، بعد نشره، مرجعًا يحيل عليه رجالُ الثقافة الرسميّون والمسرحيّون المعارضون للسياسة الثقافيّة للدولة (بيان الأحد عشر)، على السواء ، ومنه يقتبسون الشعارات بل أصبح تاريخ إلقائه موعدا سنويّا للاحتفال بالمسرح التونسيّ انطلاقا من السنة الموالية (1963).
تعديل الجذاذة
شواهد

"التمثيل في تونس مازال –رغم الخطوات التي خطوناها- ينظر إليه بعين الازدراء لاسيّما إذا احترفته المرأة بل إنّ هذا الازدراء قد شمل الرجال أيضًا، وهذا غلطٌ فادح"
...لن يرفع من قيمة المسرح عندنا أن يٌقال إن بعض روّاده استطاعوا أن يقوموا بعدّة أدوار بالرغم من جهلهم للقراءة والكتابة بل إن الذي يرفع من قيمته هو أن يُقْبِل عليه المُحرِزون على الباكالوريا وعلى الإجازات العلمية. فالمسألة مسألة جدّ[...] ونريد أن نسلك الطُّرُق الموصِلةللنجاد خُطوة خُطوةً على أن نبتدئ بمنشور يُوجِّهه السيّد محمود المسعدي يُحرِّض فيه مديري المعاهد على... تكوين الجمعيّات التمثيلية بين طلبة المدارس الثانويّة[...] كما توجد فيها فترة للرياضة البدنية"

مخطوطات
صور ذات صلة
معطيات بيبليوغرافيّة

الحبيب بورقيبة، حتى نبني المسرح التونسي على أسس ثابتة، كتابة الدولة للشؤون الثقافية، تونس 1962. انظر، كدلك، خُطب سنة 1962 الجزء الرابع عشر، نشريّات وزارة الإعلام، تونس 1979.
محمد المديوني، مغامرة الفعل المسرحيّ في تونس، الكتاب الأوّل، دار سحر، تونس، 2000 ص:113- 121، بالأخصّ.
بدرة بشير، [ ترجمة وتحقيق محمد المديوني]، عناصر من الحدث المسرحيّ في البلاد التونسيّة، معهد تونس للترجمة ودار محمد علي لللنشر، تونس، 2019 انظر بالأخصّ "المسرح والشيء الثقافي في البلاد التونسيّة" ص:17-61)
عبد الحليم المسعودي، بورقيبة والمسرح، قراءة في أطياف بيان تأسيسي، دار آفاق، تونس 2016.

Habib Bourguiba, La crise du théâtre en Tunisie, L’action tunisienne n°1 du 1-11-1932
Habib Bourguiba, Pour sortir le théâtre tunisien de l'ornière, secrétariat d'état des affaires culturelles, Tunis 1962.
Badra Bechir, Eléments du fait théâtral en Tunisie,Chiers du CERES, Serie sociologique n° 22, Tunis, 1993

تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :