بين تونس وفرنسا، 25 سنة من الكفاح في سبيل تعاون حر

صدر الكتاب بالفرنسيّة (1954) ونٌقل إلى العربيّة، وتمّ طبعه بالمطبعة الرسميّة (1957)، وهو يتضمّن خمسة أقسام تتفرّع إلى 19 فصلا خٌصّصت لعرض مراحل الحركة الوطنيّة من 1933 إلى 1954؛ بدْءا من مؤتمر الحزب الدّستوري في نهج الجبل حتى القبول بمبدإ الاستقلال الداخليّ، وتتكوّن مادّة الكتاب من مختارات من مراسلات خاصّة و محاضرات وتصريحات صحفيّة وخطب ووثائق حرّرها بورقيبة في فترات متباعدة. نٌشر الكتاب، لمّا كان بورقيبة قيد الإقامة الجبريّة بمنتارجيس، في إطار عمليّة اتّصالية هدفها التعريف بزعيم أكبر حزب وطني في تونس؛ عندما لاحت بوادر الخروج من مرحلة التصادم بين تونس وفرنسا. خلافا لما يوحي به العنوان، هذا الكتاب لا يعرّف بنضالات مختلف الفصائل السياسيّة المعارضة للاستعمار، وإنما يقتصر على عرض تفكير بورقيبة وتوجّهاته السياسيّة رفعا للٌبس الذي رسخ لدى قسم من الرأي العام الفرنسي الذي كان يرى في بورقيبة شخصيّة صداميّة تدعو إلى المواجهة المباشرة وتصفيّة الاستعمار، وهي الصورة النمطيّة التي روّج لها اليمين الفرنسي المتشدّد، بإظهاره في شكل الزعيم المتهوّر المتحالف مع الفاشيين والداعي إلى إلقاء الفرنسيين بالبحر. وبالنظر لقبول فرنسا مبدأ التفاوض مع التونسيين لنيل الاستقلال الداخلي (جويلية 1954 ) جاءت فكرة الردّ على ادّعاء غلاة الاستعمار بنشر هذا الكتاب بفرنسا من قبل الجامعة الدستوريّة بباريس إثباتا لمواقف بورقيبة المعتدلة التي لا ترفض التفاوض، والتدليل على أنه الأجدر بمخاطبة فرنسا.