هذه المعطيات وقتيّة في انتظار المصادقة عليها !

منهجية ابن خلدون التاريخيّة

محمّد الطّالبي
1921  -  2017

جامعيّ ومؤرّخ ومفكّر تونسيّ، مسلم قرآنيّ كما يقدّم نفسه. ولد في تونس سنة 1921، وبها توفّي سنة 2017. من الجيل الأوّل الّذي أسّس الجامعة التّونسيّة. له قراءات تنويريّة في القرآن وفي الإسلام. له مؤلّفات كثيرة جدّا في الفكر الإسلاميّ والتّاريخ. منها: الدّولة الأغلبيّة: التّاريخ السّياسيّ، دار الغرب الإسلاميّ 1985- عيال الله، سراس 1992- أمّة الوسط، سراس 1996- الإسلام حرّية وحوار، النّهار 1999.


من مؤلّفاته

منهجية ابن خلدون التاريخيّة الدولة الأغلبيّة: (296 - 184 / 909-808) : التاريخ السياسي ليطمئن قلبي: قضية الإيمان


تقديم النّص
ألّف هذا الكتاب محمّد الطالبي (1921- 2017)، وصدر عن دار الحداثة للطباعة والنشر والتّوزيع، بيروت، 1981، ويعُدّ 65 صفحة. • المدخل: أكّد فيه الطالبي على أنّ ابن خلدون (ت. 806هـ/ 1406م) لم يكن مؤرّخا في البداية لأنّ كتاباته كان لها توجّه فلسفيّ، وأنّ اهتمامه بالتاريخ كان عرضيّا بسبب انخراطه المبكّر في العمل السّياسي وما شهده فيه من تعقيدات جعله يتأمّل في الماضي القريب والبعيد، لذلك فهو مفكّر قبل أن يكون مؤّرخا. • ابن خلدون وعلم الاجتماع: وضّح الطالبي أنّ ابن خلدون، اعتمد عند الانطلاق على المنهجيّة التاريخيّة، ولمّا كان مضطرّا للتثبّت من سلامة الحوادث والتّأكّد من صحّة ما يُروى ويُنقل، وصل إلى اكتشاف علم جديد ضروري للمؤرّخ ولكنّه ليس تاريخا، بل هو علم مستقلّ بنفسه أطلق عليه في ذلك الوقت العمران البشري والاجتماع الإنساني، الذي يهدف إلى "الكشف عن نواميس الطبيعة التي تحرّك الكون وتدفعه في طريق التاريخ" (ص. 12). أمكن لابن خلدون بلوغ هذا الاكتشاف عن طريق الرّبط بين التاريخ والتّعليل والفلسفة، فتناول من خلاله: • فضل علم التاريخ والجمود الذي أصاب سابقيه من المؤّرخين في المقدّمة. • في أسباب العمران والاجتماع البشري ودور السّلطة السّياسيّة في الكتاب الأوّل. • في أخبار العرب ودولهم من بداية الخلق إلى عصر ابن خلدون في الكتاب الثاني. • في أخبار البربر وملوكهم ودولهم في الكتاب الثالث. المنهج: اهتمّ ابن خلدون حسب الطالبي بالنقاط التالية: • عدم التزام المؤرّخين السّابقين له بالموضوعيّة بسبب انحيازهم لمذهب ما أو حاكم ما... وهو ما يجعلهم يكتفون بالروايات دون تمحيص، وخاصّة في مجال العلوم النّقليّة. • التّاريخ ليس من العلوم الشّرعيّة النّقليّة لأنّه متحرّك، غير أنّ حركته بطيئة لا تلاحظها عين المؤرّخ الذي لا يتحصّن كي لا يقع في الخطأ. • الجمع في النّظر بين الاجتماع البشري الذي يمثّل الحاضر والأحداث التّاريخيّة التي تمثّل الماضي، أي أن يجمع بين علم الاجتماع والتاريخ. • تعويض منهجيّة الحديث التي تعتني بالنّقد الخارجي (السّند) بمنهجيّة التّاريخ التي تعتمد النّقد الباطني (المتن). • المقدّمة والعبر: مثّل ثورة معرفيّة واستمرارا لتقليد قديم في نفس الوقت • فابن خلدون كان مجّددا ثوريّا ومؤسّسا لعلم العمران البشري في كتابه الأوّل. • وكان تقليديّا نقليّا في كتابيه الثّاني والثّالث مثله مثل سابقيه من المؤرّخين الذين انتقدهم في كتابه الأوّل.
تعديل الجذاذة
شواهد

"كان ابن خلدون يشعر... بشدّة أنّه يعيش فترة أزمة كونيّة وانقلاب كلّي. فحسب أنّه سيقفو أثر المسعودي في تدوينه (أحوال الخليقة)، لكنّه أراد أن يكون مسعوديّا أكثر دقّة ونقدا في تسجيل الحوادث".

(ص. 18)

"يلاحظ ابن خلدون أنّ منهجيّة الحديث، التي أساسُها التّأكّد من ثقة الرّواة قد وُضعت خاصّة للعلوم الشّرعيّة وما يتْبعُها من أمْر ونهْي، ويعترف أنّها، في ميدانها هذا المحدود لا تزال صالحة ومفيدة، بل لا وسيلة غيرها. لكنّه – هنا تكمن نقطة التّحوّل – يؤكّد أنّ التّاريخ ليس من نوع العلوم الشّرعيّة. فهو يفصله عن بقيّة العلوم النّقليّة، محدثا بذلك ثورة في أساليب وتفكير عصره". ص. 20-21

(ص. 20)

"إنّ ما أوردناه – وهو قليل من كثير -فيه دلالة كافية على أنّ ابن خلدون في نُقوله، لم يُجدْ استخدام المنهجيّة التي وضعها، حتّى كأنّه غفل عنها ونسيها، فهو لا يفوق غيره لا قليلا ولا كثيرا، تثبّتا وتمحيصا، ونحنُ لا نشعُر البتّة أنّه يكتُب التّاريخ كتابة جديدة"

(ص. 56)
مخطوطات
صور ذات صلة
صفحة الغلاف من كتاب محمّد الطّالبي، منهجية ابن خلدون التاريخيّة، دار الحداثة، 1981

545

Page de couverture du livre de Muḥammad Ṭālbī, Mnhǧwwẗ Ibn H̱ldūn al-ttārīẖyyẗ, Ed Dar Al-Hadatha, 1981

545

Cover page from the book of Muḥammad Ṭālbī, Mnhǧwwẗ Ibn H̱ldūn al-ttārīẖyyẗ, Dar Al-Hadatha ed, 1981

545

صفحة العنوان من كتاب محمّد الطّالبي، منهجية ابن خلدون التاريخيّة، دار الحداثة، 1981

545

Page de titre du livre de Muḥammad Ṭālbī, Mnhǧwwẗ Ibn H̱ldūn al-ttārīẖyyẗ, Ed Dar Al-Hadatha, 1981

545

Title page from the book of Muḥammad Ṭālbī, Mnhǧwwẗ Ibn H̱ldūn al-ttārīẖyyẗ, Dar Al-Hadatha ed, 1981

545

معطيات بيبليوغرافيّة

صدر عن دار الحداثة للطباعة والنشر والتّوزيع، بيروت، 1981، ويعُدّ 65 صفحة.

تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :