فيتوس لاتينا والمجموع بوبيانزيس

مؤلّفون مجهولون
ق. 2 م  - 
تقديم النّص

نعني بـ" ويتوس لاتينا " (الترجمة اللاتينيّة القديمة) مجموعة من النصوص "المقدّسة" المترجمة من الإغريقيّة إلى اللّاتينيّة. فبانتشار المسيحيّة في الحوض الغربي للمتوسّط، منذ القرن الأوّل ميلادي، أصبح من الضروريّ إنجاز ترجمة لنصوص الكتاب المقدّس التي كانت آنذاك متوفرة فقط باللّغة الإغريقيّة، وذلك من أجل تدريسها لمجتمع مُترَوْمن. ويتّفق معظم المختصّين اليوم على اعتبار أنّ إفريقيا الرومانيّة ، وتحديدا قرطاج ، كانت مهدا لهذ المبادرة.

وتعدّ الترجمة اللاتينيّة الإفريقيّة أقدم من نظيرتها الإيطاليّة. وقد لعبت بذلك دورا حاسما في تطوّر المسيحيّة المبكرة وفي انتشار نصوص الكتاب المقدّس، وخاصة كتب التوراة السبعة ونصوص العهد الجديد. كما أنّها ساهمت في ظهور التيّار الروحيّ المسيحيّ الغربيّ، وهو تيار إفريقي بالأساس، على الأقل في بداياته. ويعدّ كل من تارتوليانوس ، و قبريانوس ومن بعدهما أوغسطينوس ، من أبرز روّاده.

ومن المؤكّد أنّ هذه الترجمة الإفريقيّة المسمّاة بـ"اللاتينية القديمة" هي حصيلة مراجعات متتالية: فقد قام ترتوليانوس ، في حدود سنة 200 بترجمة عديد الشواهد المقدّسة من الإغريقيّة إلى اللاتينيّة، معتمدا كذلك على بعض الترجمات السابقة. كما نشير إلى أهمّيّة دور القدّيس قبريانوس في مراجعة هذه النصوص وتوضيحها وهو ما ظلّ إلى اليوم موضوع دراسة علميّة. فقد أكدت دراسات عديدة على دور أسقف قرطاج في إرساء معالم هذا النصّ التأسيسيّ للمسيحيّة الغربيّة.

كانت هذه النصوص الدينيّة في البداية مكتوبة على ألواح خشبيّة، ثم على محامل من الجلد ومع اختراع السجلّات التي تسمّى "كوداكس"، أصبح انتشار الكتب أسرع واستعمالها أيسر. فتم نسخ عديد النماذج من الترجمة الإفريقيّة اللاتينيّة القديمة. وتعد مخطوطة الببيوني من أقدم تلك المخطوطات التي وصلتنا. وهي حسب بعض الدراسات العلميّة من أقرب المخطوطات للنصّ المقدّس الأصليّ. ولكنّها مخطوطة ناقصة ولا تتضمّن سوى ما يناهز نصف إنجيلي القديسين مرقس و متّى . كما بّينت بعض الدراسات أن مخطوط الببيوني يتقاطع كثيرا مع نصوص قبريانوس ، التي لا يخفى على أحد مساهمتها في نشر المعرفة الدينيّة الأصليّة.

تم نسخ مخطوط ببيوني في حدود سنة 400 م بإفريقيا ، وهي تقريبا النسخة الوحيدة التي استعملها القدّيس أوغسطينوس . وتستمدّ اسمها من اسم دير بوبيو ، بشمال إيطاليا ، حيث تمّ الاحتفاظ بها لمدّة طويلة. وهي اليوم محفوظة في المكتبة الوطنية بطورينو .

تعديل الجذاذة
شواهد

"ولكن فجأة، وفي حدود الساعة الثالثة صباحا، عمّ الظلام محيط الأرض، ونزل ملائكة من السماوات، ورافقوا السيد الذي قام حيّا بفضل مجد الربّ وارتفعوا معه، ثم حل النور من جديد" (إنجيل مرقس، 16/3، مخطوط ببيوني)

"ولكنهم نقلوا بإيجاز خبر ما سمعوه، إلى بطرس ومن كان برفقته. ثم بعد ذلك ظهر لهم يسوع نفسه، وأرسلهم بالبشارة المقدسة التي لا تبيد، بشارة الخلاص السرمدي، عبر الشرق والغرب" (نهاية إنجيل مرقس، مخطوط ببيوني)

مخطوطات
صور ذات صلة
كتابات شهداء قرطاج. بازيليك مسيدفا. القرن الثالث - السادس.
Inscriptions des martyrs de Carthage. Basilique de Mcidfa. IIIe-VIe siècle.
Inscriptions of the martyrs of Carthage. Basilica of Mcidfa. 3rd-6th century.
معطيات بيبليوغرافيّة

John Wordsworth, William Sanday, Henry White, Portions of the Gospels according to St Mark and St Matthiew from the Bobbio manuscript in the National Library of Turin, Oxford,London, 1886.
Pieter Willem Hoogterp : Etude sur le latin du Codex Bobiensis des évangiles, Faculty of Arts, University of Groningen, 1930.
Pierre-Maurice Bogaert : «La Bible latine des origines au Moyen-Age- Aperçu historique, état des questions (première partie) », Revue théologique de Louvain, année 1988 /19-2/ p. 137-159.

  • Pierre-Maurice Bogaert :« Les Bibles d’Augustin », Revue théologique de Louvain, année 2008/37-4 / p. 513-531.
  • : PROBLEME, .
  • Portions of the Gospels according to St. Mark and St. Matthew from the Bibio ms. (k), now mumbered G. VII. 15 in the National library at Turin; together with other gragments of the Gospels from six mss,.

تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :