تطرّق ابنُ أبي الرِّجال في الأجزاء الثّمانية من البارع في أحكامِ النّجوم ، بعد مقدّمة حول البروج وطبائعها والكواكب وأحوالها إلى ما يلي :
- « المَسائل » في الأجزاء الثلاثة الأولى، وهو عبارة عن خريطة بُروج يستعين بها المنجّم للإجابة عن تساؤلات زبائنه المتعلّقة بالزّواج أو القيام برحلة أو الانخراط في عمل تجاريٍّ...
- « المَواليد » في الجزء الرّابع والخامس، وهو محاولة للتنبُّؤ بتربية المَولود وخصائصه طيلة حياته ومهنته وزواجه وأطفاله وصحَّته ووفاته...
- « تحويل سِنيِّ المَواليد » في السّادس، وبه تَتبّعٌ لمراحل حياة المولود
- « الاختيارات » في السّابع، وهو بحثٌ في أحكامِ أحسن وقتٍ لاختيار بداية أمر ما، من خلال الاستناد إلى وضع مثاليّ للشّمس والقمر وغيرهما من الكواكب
- « تحويل سِنيِّ العالَم » في الثّامن، وهو حول علمِ التّنجيمِ التاريخي والقرانات مثل تفسير الوقائع التاريخيّة (ابتداء مُلكٍ وسقوطه أو ظهور سُلالَة حاكمة...) باعتماد دراسة اقتران الكواكب.
يتميّزُ كتابُ البارع بتوجُّه عمَلي وتهمُّ مواضيعُه مجموعةً متنوّعةً من حرفاء المنجّمين، وممّا ورد به، فصلٌ عن المرض وآخرُ حول أحسن تاريخ لبناء سُدٍّ.
ولا بدّ أن نلاحظ أنّ ابنَ أبي الرِّجال قرأ أعمال أسلافه قراءة نقديّة، واعتمد على كتاب الأربعون بابًا ليعقوب الكِنديّ (تـ. 873) وشرح أخطاءَه كما نبّه إلى عدم دقة أعمال أبي معشَر .
واشتهر كتاب البارع وكثُرت شعبيّتُهُ بين علماء التّنجيمِ في العالَم الإسلاميّ ثمّ في أوروبا، إذ تَرجمَهُ يهودا ابن موشي سنة 1254 م إلى اللّغة القشتاليّة بطلب من ملك قشتالة ألفونسو العاشر قبل أن يتمَّ نقله إلى اللّاتينيّة والإسبانيّة ثمّ إلى لغات أخرى.
هذا كتابٌ جمعتُ فيه من معاني علوم النجومِ وغرائبِ أسرارها، واخترتُهُ من كثير من كتب عُلمائه، وأضفتُ إليه ما أنتجهُ فكري وأدّت عليه تجربتي، وإن كانت صناعَةُ النّجوم أكثرَ وأعظمَ من أن يُحاط بها[1ظ] ... وقد جعلتُهُ كتابا جامعا يشتمِل على سائر أنواع هذا العمل من ابتداءِ أصولهِ إلى اشتمالِ سائرِ فُصولهِ.
البيتُ السّادس وما فيه من صنوف المسائل هو يدلّ على الأمراض وأسبابها والزّمانة والعبيد والخدَم والأمّا والوضيعةِ والظّلم والنّقلة من مكان إلى آخرَ والدّوابِ والأعد، أو عتق المماليكِ والعيبِ والجسد وما في الأرحام، ويدلُّ على ما يعتري الأقدامَ من الأوجاع [37ظ]
وأقول أنّ لكلّ طبقة من طبقات النّاس أصولا يرجعون إليها، ومواليد تتّصل بمواليدهم في الضّعف والقوّة. فمن وافق سعادة مولده قوّة أصله، لحق بأهل التّمام والرّفعة من أهل طبقته. ومن كان أصله ضعيفا ومولده قويّا ارتفع عن حال الضّعف إلى حال القوّة، وارتفعت منزلته في الصّنف الذي هو منه حتّى يعلو منازل أشكاله ونظرائه. وليس يكون العبد مَلِكا، ولا المَلِك عبدا. ومن كان يصلح للمُلك مَلَك إن شهدت له الكواكب بالمُلك والشّرف، ومن لم يصلح للمُلك لا يملك وإن كثرت شواهد الرّفعة والّرفعة في مولده ... (ج 5، 113و).
Preclarissimus liber completus in iudicijs astrorum
تشير النّسخة إلى أنّ الكتاب قد ألّف طلبا من ابن أبي الرّجال