خلاصة النازلة التونسيّة

وُلد محمّد بن عثمان بن محمّد المهدي السّنوسيّ بمدينة تونس في 23 ذو القعدة 1267هـ/ 18 سبتمبر 1851م . وتُوفّي بها في 25 رجب 1318 هـ/ 17 نوفمبر 1900. شاعر وفقيه ورحّالة وقانونيّ، وصحفيّ متمرّس. ينحدر من أسرة سليلة العلم والقضاء. التحق بجامع الزّيتونة فأحرز منه على شهادة التّطويع، ولمَّا يبلُغْ العشرين من عمره سنة 1287 هـ/ 1870م. تتلمذ في جامع الزّيتونة على أعيان المدرّسين كمحمود بن علي قابادو (تـ 1288 هـ/ 1871م)، ومحمود بيرم الخامس (تـ 1307 هـ/ 1889م)، ومحمّد الطّاهر النّيفر (تـ 1311هـ/ 1894م)، وأحمد بن محمّد بن الخوجة (تـ 1313هـ/ 1896م)، وسالم بوحاجب (تـ 1343هـ/ 1925م). ثمّ جلس للتّدريس بجامع الزّيتونة. كما سُمِّي مدرّسا بجامع حمّودة باشا المراديّ سنة 1293 هـ/ 1876م، ثمّ موظّفا بجمعيّة الأحباس وحاكما بمحكمة الوزارة. عمل محرّرا بجريدة الرّائد التّونسيّ من سنة 1293 هـ/ 1876م إلى غاية منتصف 1298 هـ/ 1881م بُعيد انتصاب الحماية بتونس. تنقّل إثر فصله من عمله قرابة السّنة بين الآستانة والحجاز وبلاد الشّام، وكتب عن رحلته كتابا أسماه: «الرّحلة الحجازيّة». وعلى إثر مشاركته في مظاهرة أعيان تونس المعروفة بالنّازلة التّونسية سنة 1302 هـ/ 1885م، أُبعِد إلى قابس، فشعُر بالإحباط وبتفرّق الإخوان. حاول أن يُداري عسف سلطات الاحتلال الفرنسيّ، فأُعيد إلى منصبه. وزار معرض باريس سنة 1307 هـ/ 1889م، وعنها كتب كتابه: «الاستطلاعات الباريسيّة» ، وفيه قارن بين واقع الحضارة العربيّة الإسلاميّة والحضارة الغربيّة، داعيا إلى النّسج على منوال الغرب، والأخذ بأسباب التقدّم. ساهم محمّد السّنوسيّ في تحرير جريدة «الحاضرة» التي أسّسها علي بوشوشة. له مؤلّفات عديدة منها: «مسامرات الظّريف بحسن التّعريف» (1880م)، و«الرّحلة الحجازيّة» (1883م)، و«خلاصة النّازلة التّونسيّة» (نشره محمّد الصّادق بسيّس سنة 1997م)، و«الاستطلاعات الباريسيّة» (1891م).