None
(Mʿālm al-'īmān fī m'rfẗ 'hl al-kyrwān)
None
(Mʿālm al-'īmān fī m'rfẗ 'hl al-kyrwān)
هو المؤرّخ والأديب والإمام الخطيب، مكمّل كتاب "معالم الإيمان في معرفة صلحاء القيروان" لعبد الرحمان بن الدبّاغ (ت 1330م)، أضاف إليه جزءا رابعا في ترجمة معاصريه من العلماء والمتصوّفة والأدباء.مع إثراء الترجمة بكثير من الإفادات.
هو أبو الفضل أبو القاسم بن عيسى بن ناجي التنّوخي، ولد ونشأ بالقيروان، تكوّن فيها على أيدي علمائها أمثال أبي القاسم البرزلي (ت 1438م) صاحب كتاب النوازل، ثمّ انتقل إلى تونس وأخذ عن علمائها أمثال محمّد بن عرفة ( ت 1401م)، تولّى الإمامة والخطابة والقضاء بمدن عديدة بإفريقية،منها باجة وجربة والقيروان وسوسة والأربس وتبسّة. فهو من أعلام المذهب المالكي ومن المؤرّخين الكبار.
وكان لخطبه تأثير كبير في المصلّين، يقول عن تأثيرها فيهم:" ألفّت خطبة وخطبت بها فبكى الناس منها (...)وتماديت هكذا أخطب في كلّ جمعة خطبة جديدة" (معالم الايمان: ج1، ص28-29).
تكملة معالم الإيمان في معرفة صلحاء القيروان
اشتهر ابن ناجي بتكميله لكتاب معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان وصدر بهذا العنوان بمصر منذ سنة 1968، ولكن الأصحّ كما في عدد من المخطوطات: "معالم الإيمان في معرفة صلحاء القيروان"، ويضمّ في الأصل 213 ترجمة أضاف إليها ابن ناجي 67 ترجمة أخرى لمعاصريه أو الذين عاشوا بعد ابن الدبّاغ، وكان يعقّب على ترجمات ابن الدبّاغ، مبديا آراءه فيها، مصوّبا ومدقّقا، شارحا ومثريا إيّاها بمعلومات إضافيّة معتبرة. وكثير من هؤلاء العلماء أدباء، قد حفظ لنا ابن ناجي منهم نصوصا شعريّة وهم من العهدين العبيديّ والصنهاجيّ. وفي الكتاب توبوغرافيا كاملة عن مدينة القيروان، عمرانها، تاريخها الدينيّ والعلميّ والحضاريّ منذ تأسيسها و في المقدّمة نجد كثيرا من أشعار ابن شرف وابن رشيق وعلي الحصري وابن فضّال انفرد بها ابن ناجي، كما حفظ لنا نصوصا تاريخية من كتب اندثرت. ومن جهة أخرى يعرّف بمعالم القيروان، الجوامع والمساجد وتواريخها، والكتاتيب ونظام التدريس فيها، والأسواق مثل سوق الغزل وسوق الدجاج، والمستشفيات وما يقع فيها مثل مستشفى الجذامى ويسمّى الدمنة.
ويكشف الكتاب عن جوانب من الحياة الأدبيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة طيلة ثمانية قرون ويهتمّ خاصّة بالفئات الاجتماعيّة الفقيرة وأصحاب المهن والصنائع وحالة المرأة في البيوت والأسواق والمشاكل الأسريّة والعلاقات بين الآباء والأبناء. كما يهتمّ بالتيّارات الفكريّة والعقائديّة في القيروان بين أهل السنّة والشيعة وعلاقات العلماء بالأمراء والسلاطين.
يذكر في كلّ ترجمة من تراجم ابن الدبّاغ قول المؤلّف ويعقّب عليه مبديا رأيه في الترجمة مصوّبا ومدقّقا، شارحا ومثريا إيّاها بمعلومات إضافية. قال ذاكرا المؤلّف الأصل:" رأيت أن أذكره أوّلا وأعبّر عنه بقال كأنّه أصل وأكمل عليه بما يتأتّى لي تكميله من غيره وأعزوه لقائله"، فالكتاب إذن تحقيق علميّ دقيق. وابن ناجي ولوع بانتقاد العلماء وخاصّة القضاة وتقرّب بعضهم للسلاطين والأمراء، والزهّاد الذين يتظاهرون بالزهد، ويستشهد بالأشعار الناقدة لهم.
"اليوم صار يتقدّم على الناس قاضيا من لا يستحقّه، فكما غلط فيه من قدّمه غلط هو في نفسه بالتكبّر عمّن هو مثل من قدّمه، وماعاينته من قضاة الوقت أعظم ممّا استتر فيهم، فالله يجبر كسر المسلمين، حتّى لا يتقدّم على الناس إلاّ أعلمهم وأتقاهم بحيث يكون القاضي لا تأخذه في الله لومة لائم في سائر البلاد شرقا وغربا" (معالم الإيمان 1، ص307-308).
(ص. 307)"لم يبق بالقيروان من له اعتناء بتاريخ لاستيلاء مفسدي الأعراب على إفريقية وتخريبها وإجلاء أهلها عنها إلى سائر بلاد المسلمين وذهاب الشرائع (...)إلى أن منّ الله على الناس بظهور دولة الموحّدين (...) فظهر بظهورها بإفريقية العلماء والصلحاء وذلك في سنة الأخماس، سنة خمس وخمسين وخمسمائة ."(معالم الإيمان:ج3، ص 203-204).
(ص. 203)None
(p. 307)None
(p. 307)اشتهر ابن ناجي بتكميله لكتاب معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان وصدر بهذا العنوان بمصر منذ سنة 1968، ولكن الأصحّ كما في عدد من المخطوطات: "معالم الإيمان في معرفة صلحاء القيروان"، ويضمّ في الأصل 213 ترجمة أضاف إليها ابن ناجي 67 ترجمة أخرى لمعاصريه أو الذين عاشوا بعد ابن الدبّاغ.
مكتبة الخانجي بمصر/المكتبة العتيقة بتونس، 3 أجزاء (ابراهيم شبّوح، 1967 - محمد الأحمدي أبو النّور، محمّد ماضور، 1972 - محمّد ماضور، 1978)