هذه المعطيات وقتيّة في انتظار المصادقة عليها !

كتاب الأغذية والأدوية

إسحاق بن سليمان الإسرائيلي
قبل246 / 853  -  بعد341 / 952 القيروان

أبو يعقوب إسحاقُ بن سُليمان الإسرائيلي المصري القيرَواني المنطقي


من مؤلّفاته

كتاب الأغذية والأدوية


المزيد من المعطيات على الموسوعة التونسيّة
تقديم النّص

كتبَ المؤلّفُ كتابه باعتمادِ نظريّةِ الأمزجَة المُرتبطة بالمفاهيم الفلسفيّة القديمة القائمة على العناصر الأربعة : الماء والهواء والتّراب والنّار وكيفياتها الأربعة : الرّطوبة والبرودة واليبوسة والحرارة، والأخلاط الأربعة : الدّم، البلغم، المِرّة السوداء والمِرّة الصفراء، والقوى الطبيعيّة والتناسليّة والغذائيّة والنفسانيّة، والفصول والأهوية والمراحِل العُمرية، وتأثير الفلك بكواكبه في بَدن الإنسان، والهَضم ودرجاته، وأنواع الأمزِجة، وطُرق الحِفاظ على الصِّحّة، والعِلاج للأمراض المُعتمِد على التّجربة والقِياس.

وينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء :

خصّصَ المؤلّف الجزءَ الأوّلَ للتّعريف بمُنطلقاته النظريّة ومنهجِه العِلميّ ومَراجعِه النظريّة والتطبيقيّة الأساسيّة ثمّ عرّفَ إجمالا بمحتوى الكتاب واعدًا بالعودة إليه بالتفصيل في الأجزاء الثّلاثة المُوالية. فخصّصَ البابَ الأوّل من الجزء الثاني للحديث المُفصَّل عن الحُبوب كالحِنطة والشّعير والأرزّ وغيرها... (وعددها 24)، وما يُتخذُ منها من الأطعِمة كالخبز والأخبصة ومن الحلويات كالقطائف والزلابية ومن الأدهنة. والباب الثاني من الجزء الثاني خصَّصَه للفواكِه كالتِّين والإجاص... وختمَ بالزيتون وما يُستخرج منه ( وعددها 47 منها ستة في مَطلع الجزء الثالث).

وخصّصَ الباب الأول من الجزء الثالث للبُقول مثل الخسّ والطرخون والباذِنجان... (وعددها 87 من ضمنها البقول البرية الصالح منها للغذاء والصالح منها للدواء). وخصّصَ الباب الثاني من هذا الجزء للأبازير كالكسبرة والشبت والكروريا ... (وعددها 36).

وجاءَ الجزءُ الرّابع للقول في: الحيوان المشَّاء كالضأن والماعِز والبَقر... (عددها 18) تحدث عن مضارِّها ومنافعِها بتفصيل أجزاء جِسمها (قلب، دماغ، مرارة، ...) وما يُستخرج منها كالأدهان والألبان والأجبان. ثم تحدثَ عن الحيوان الطيَّار كالفَراريج والدُّيوك والحَمام(أعضائها وبيضها). فالحيوان السّابح كأنواع السمك البحري والنهري والسرطانات والأربيان والحلزون والأصداف ومنافعها الغِذائية والعِلاجية وختمَ بالقول في الأشرِبة بأنواعها: المياه، الثلج، الفُقاع، الخُمور وأنواعها، والأنبِذة وأنواعها.

هذا الكتاب كنزٌ من كنوز التراث العربي الإسلامي وثمرةٌ من ثِمار مدرسة القَيروان الطبِيّة، له من الدقّةِ والعُمق ما يشدُّ القارئ إليه عندما يكتشفُ أبعادَه العِلمية بِهَدي من فَهارسه الرباعِية اللّغة (عربية، لاتينية، فرنسية وانقليزية) التي تبوح بما فيه من معلومات مُفيدة ثابِتة في عِلم التّغذية وفي العِلاج الطبيعي « القديم- المُعاصر » المعروف اليوم بمُصطلح « الطبّ البَديل ».

تعديل الجذاذة
شواهد

إنَّ السبب الذي دعا الأوائلَ إلى الكلام في طبائع الأغذِيَة هو أنّهُم لمّا عَنَوا بالبحث عن الصحّة وأسبابها، والأمور الدَّاعِيَة إلى حفظها، وَجَدوا الأبدانَ مُضطَرّةً إلى أمرينِ أحدُهُما: إعطاؤُها من الغذاء ما يُصلحُها ممّا به قوّتُها وقوامُها، ولحاجَتِها إلى رَدّ ما يتحلّل مِنها بوقود الحَرارَة الغَريزيةِ من باطنها وحَرارةِ الهَواء من ظاهرها. ولذلك احتاجَت إلى إعطائِها ما تقتَضيه القوّةُ الطبيعيةُ الشهوانيّةُ المركَّبة فيها من الأغذية المُوافقة لها. والآخرُ: نَفيُ ما يجتَمعُ في الأبدان من قسم إِلغاءِ المخالِف لمِزاجها".( الأغذية والأدوية، الجزء الأوّل، من المجلد الأوّل ص 81 (ط. بيت الحكمة 2020)).

(ص. 81)

ولمّا كان ذلك كذلكَ، ورأينا طبائع الناس في الحرارة والبُرودة والرطوبةِ واليبوسة وتركيبها في القُوّة والضعف والكثافةِ والسَّخافةِ غيرُ مُتكافِئة ولا مُتساوِية لأنّ منها ما المُستَولِي عليه الدمُ الخالصُ النّقي- ومنها ما الغالِبُ على مِزاجِه المرّتان أو البَلغَمُ ومنها المتكاثِفُ المسَامّ المستحصفُ الِجلد العسيرُ التحلُّلِ ومنها المتخلخلُ المسامِّ السّرِيعُ التحلُّل. ومنها ما ببعض أعضائهِ آفةٌ احتجنا إلى الوُقوف على طبائع الأغذيَة واختلاف حالاتها في تنقُّلها ليكون ما يُعطاهُ كلُُّ صِنفٍ من الناس حسب ما يُوافِقهُ منها إمّا مُشاكلا ومُلائما لمن كان مزاجُه مُعتدلا، وإمّا مُخالفا أو مُضَادّا لمن كان مِزاجُه قد زال عن الاعتدال، إذ كان غرضُ الطبِّ وتَمامُ عَمَلِه تثبِيت المِزاج الطّبيعيّ على حالاته بما لاءَمَه وشاكَلَهُ وردّ المزاج الحائِد عن الاعتدالِ إلى الحالةِ الطبيعيةِ بما خالفهُ ونقصَ منه. (الجزء الأوّل من المجلّد الأوّل ص-ص 81-82).

(ص. 81-82)

إنّ جمِيعَ ما في العالَم من نباتٍ وحيوان لا يخلو من أن يكونَ إمّا مُضادًّا أو مُنافرًا لطبيعةِ بدَن الإنسان وجوهريّتهِ وإمَّا أن يكونَ مُلائما ومُشاكلا لِطبيعةِ بدنِ الإنسان ومِزاجه، فَيكون مُغذّيًا له ومُربّيا لجسمِهِ وإمّا أن يكونَ مُخالفا لطبيعة بدن الإنسان ومِزاجه من غير مُضادّة ولا مُنافرةٍ فيكون داخلا في حَدّ الأدوِيةِ ... ولمّا كان قصدُنا في كتابنا هذا الكلام في الأغذِيَة فقط، وجبَ أن نَقتصِر على ما فيه غِذاءٌ لبدن الإنسان أو غذاءٌ ودواءٌ. (الجزء الرابع، المجلد الثاني ص (187-188))

(ص. 187-188)
مخطوطات
صور ذات صلة
تفاصيل واجهة كتاب الأعمال الكاملة لإسحق الواردة في مجلد واحد. طبع في ليون عام 1515.
Détail du frontispice du livre Omnia opera ysaac in hoc volumine contenta :cum quibusdam alijs opusculis, 1515
Detail of the frontispiece of the book Omnia opera ysaac in hoc volumine contenta :cum quibusdam alijs opusculis, 1515
واجهة كتاب الأعمال الكاملة لإسحق الواردة في مجلد واحد. طبع في ليون عام 1515.
Frontispice du livre Omnia opera ysaac in hoc volumine contenta :cum quibusdam alijs opusculis, 1515
Frontispiece of the book Omnia opera ysaac in hoc volumine contenta :cum quibusdam alijs opusculis, 1515
زخرفة السدادة التي يفتح بها الكتاب الاسرائيلي اسحق.
Enluminure de la lettrine qui ouvre le livre Israeli, Isaac. Kitāb al-ḥummayāt. Latini. Ballard 31. Boston Medical Library in the Francis A. Countway
Decoration of the lettering that opens the book Israeli, Isaac. Kitāb al-ḥummayāt. Latini. Ballard 31. Boston Medical Library.
معطيات بيبليوغرافيّة

مخطوطة فاتح (مكتبة السليمانية باسطنبول) أرقام من 3604 إلى 3607. وهي في أربعة أجزاء نسخها عبد الله بن أحمد الباسقي فيما بين 708هـ و 709هـ.
نشر المخطوط فؤاد سيزكين في نسخة مصوّرة 1986 بمعهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية - جامعة فرنكفورت. منها نسخة بمكتبة اللّغات بكلية الآداب والفنون والإنسانيات منّوبة.
الكتاب المعتمد:
تحقيق فاطمة الأخضر، (مكتمل وبفهارسه في مجلدين يحتويان على خمسة أجزاء خصّص الجزء الخامس منها للفهارس) المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" سنة 2020.
التحقيقات السابقة للمخطوط :
تحقيق فاطمة الأخضر، بلا فهارس، دار جنان العريف بتونس سنة 2015.
تحقيق محمّد الصّباح ، بلا فهارس، بيروت سنة 1992.
مراجع باللّغة العربية
1. الكعبي المنجي ، موسوعة القيروان، مطبعة تونس قرطاج الشرقية، ط1، تونس 2009.
2. بن ميلاد أحمد ، الطب العربي التونسي في عشرة قرون، دار الغرب الإسلامي، ط1، 1980 ، ط2 ، 1999.
3. عبد الوهاب حسن حسني، ورقات، مكتبة المنار تونس، ج1، 1964، ج2، 1966.
4. أبو العرب القيرواني، طبقات علماء إفريقية وتونس، تحقيق وتقديم علي الشابي ونعيم حسن اليافي، الدار التونسية للنشر 1968.

1. Jasquart Danielle, la Place d’Issac Israeli dans la médecine médiévale Versalius, spécial number 19-27, 1998.
2. Leclerc Lucien, Histoire de la médecine arabe, 3 tomes Rabat 1980.
3. Encyclopédie de l’Islam, Nouvelle édition Tome IV Leiden 1978, p.116.
4. Chérif Ahmed, Histoire de la médecine arabe en Tunisie, imprimerie moderne Bordeaux, 1908.

تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :