هذه المعطيات وقتيّة في انتظار المصادقة عليها !

حسم الإلداد في نازلة بن عياد

جنرال حسين
1827  -  1887

هو مملوك شركسي من جبال القوقاز، جُلب مملوكا إلى تونس في فترة حكم مصطفى بن حسين باي(1835 ـ 1837) ورُبّي في قصر باردو وكان من أول تلامذة المكتب الحربي الذي أحدثه سنة 1840، أحمد باشا باي (1837 ـ 1855) في جناح من قصره وتوطدت علاقته بخير الدين التونسي (1822 ـ 1890) وبأستاذه في المدرسة الحربية محمود قابادو (1815 ـ 1871) ثم بكبار علماء الزيتونة المستنيرين وأهمهم الشيخان سالم بوحاجب (1828 ـ 1924) ومحمد بيرم الخامس (1840 ـ 1889)، ارتقى إلى أعلى الرتب العسكرية (أمير لواء: جنرال)، صحب خير الدين في الملاحقة المالية بفرسنا لمحمود بن عياد (1810ـ 1880) المدان بتهريب ما قيمته ثمانون مليون ريال إلى فرنسا مصحوبة بدفاتر المحاسبات، سنة 1852، أقام خمس سنوات في فرنسا وزار دُولاً أوروبية عديدة وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، كان أول رئيس المجلس البلدي بالحاضرة (تونس) سنة 1858. كُلّف بإدارة أول جريدة تونسية (جريدة الرائد) ومطبعتها (1860) وحرّر فيها وجَلب لها أقلام الشبيبة الإصلاحية وسرعان ما استقال من مهامه (إدارة الرائد والعضوية في المجلس الكبير)، احتجاجا على الوضع السياسي المتردي (1863) الذي أفضى إلى اندلاع ثورة العربان (1864) نتيجة مضاعفة الجباية (من 36 ريالا إلى 72 ريالا) وكان الجنرال حسين من أشد المعارضين لذلك، عاد إلى الحياة السياسية سنة 1873 في ظل حكومة خير الدين (من 1873 إلى 1877) وكان أكبر مستشاريه وبعد استعفاء خير الدين سافر إلى إيطاليا للدفاع عن حقوق الدّولة التونسية ومقاضاة نسيم شمامة بيشي (1805 ـ 1873) وهو من يهود قرنة (Livourne)الإيطالية الذي كان رئيس قُبّاض الحكومة التونسية، ظل الجنرال حسين يدافع لاسترجاع المال المنهوب وبذل من أجل ذلك ماله وأجهد جسده فاعتل قلبه وانتفخ جسده وتوفي في صيف 1887.


من مؤلّفاته

الرائد التونسي ( جريدة أسبوعية ثم نصف أسبوعية اخبارية رسمية تنشر الأوامر والقرارات 1860 ...) حسم الإلداد في نازلة بن عياد رسالة الجنرال حسين


المزيد من المعطيات على الموسوعة التونسيّة
تقديم النّص
تنزيل الوثيقة في سياقها التاريخي: تكتسي هذه الوثيقة أهمية بالغة لأنها تجرأت على كشف ما كان مستورا وقد حرص الباي وحاشيته والمرتزقة على إخفاء التجاوزات المالية والخطيرة وتدخل قناصلة الدول الأوروبية في شؤون الدولة التونسية التي أُثقل كاهلها بالديون المتراكمة وكان السواد الأعظم من التونسيين يعاني من تتالي سنوات الجفاف وتفشى الأوبئة ولم تزده مضاعفة الجباية وجورُ جُمّاعِها إلا بُؤسًا وفاقة ولذلك حرص الجنرال حسين على فضح المحتكرين وإدانة المختلسين ونقد محمد الصادق باي (1859 ـ 1882) تصريحا وتلميحا وقدم كتابه "حسم الإلداد في نازلة ابن عياد" دليلا موثقا بالأرقام والإحصائيات وبه أسماء الجناة وعلى رأسهم محمود بن عياد، والمجني عليهم وهُمْ كُثْر حَسْمًا للجدل وإبطالا لما كان يروّجه ابن عياد في مراسلاته وعبر مريديه في تونس وكان ابن أبي الضياف أحدهم (انظر رسائل أحمد ابن أبي الضياف السّرية إلى محمود بن عياد 1850 ـ 1853، دراسة وتحقيق يونس وصيفي، تونس: مطبعة الشرق، 2005) ويمكن اعتبار هذا الكتاب ـ وقد آثر حسين نشره سنه 1875 في مطبعة كوكب الشرق بالإسكندرية، وتُرجم بعد شهور إلى الفرنسية ـ دعوة ضمنية إلى الانخراط في اتجاه الإصلاح والتنوير ومعاضدة دعاة مقاومة الوصاية المالية على تونس خصوصا بعد انتصاب الكومسيون المالي (1869) وبروز نخبة "الأيدي النظيفة" من المصلحين. وصف محتوياتها: في البدء، صدر هذا الكتاب بمطبعة كوكب الشرق بالإسكندرية، قد عثرنا على نسخة نادرة بالتعاون مع صديقنا المؤرخ المرحوم الشيباني بن بلغيث (1919 ـ 1943) وطبعناه في تونس سنة 2002 ويقع في 143 صفحة. هذا الكتاب ردّ في شكل رسالة مطوّلة وموثّقة ومباشرة وجهها الجنرال حسين إلى محمود بن عياد ردّا على ادعاءاته ضدّ الدولة التونسية وفيها تأكيد أنه ضحية التآمر عليه (نحن بصدد الترجمة والتحقيق والتقديم لردّ محمود بن عياد على ما ورد في هذا الكتاب ويقع الردّ في 111 صفحة وطُبع في باريس ويحمل عنوان "ردّ الجنرال بن عياد على اتهامات السيد حُسين. «Réplique pour le Général Ben aïed aux accusations de M. Heussein» بدا الجنرال حسين خبيرا بقضية ابن عياد مستحضرا لكلّ دقائقها وأحداثها وهو الذي لاحقه قضائيا جنبا إلى جنب مع صديقه خير الدين في المحاكم الفرنسية وقد اتهم حسين، ابن عياد باستغلال النقود وشراء الذمم والكيد للأبرياء والإثراء الفاحش وغير المشروع ولم يكن صديقه أحمد باشا باي مبرّءًا من ذلك، إذ ذكر حسين أن ابن عياد "غريق الذمة" منذ 1833 (أثناء حكم والد أحمد باشا باي) وتكرم عليه أحمد باي بإسقاط ديون متخلدة بذمته ويستغرب الجنرال حسين من جرأة ابن عياد ودهائه، فهو يطالب الحكومة التونسية بما قيمته "خمسة وسبعون مليونا وستمائة ألف وسبعة وتسعون ألفا وأربعمائة واثنان وثمانون ريالا وربع واحد ناصريا". (حسم الإلداد، ص: 43) وهو ما يعادل تقريبا حجم القيمة المالية التي هرّبها ابن عياد إلى فرنسا (80 مليون ريال) في الكتاب أيضا محاسبة دقيقة (بالأرقام) لكل المعاملات التي كان ابن عياد طرفا فيها وقد أدان حسين أيضا من عاضدوا ابن عياد وأغرقوا البلاد في الديون وعلى رأسهم الوزير الأكبر مصطفى خزندار (1817 ـ 1878) وهم الذين عرقلوا إصلاحات خير الدين وأسقطوا وزارته، وهو الذي رام مع أعضاده إصلاح ما خربه أرباب المصالح الضيقة. استعرض حسين في كتابه مظاهر احتكار بن عياد للنشاط الاقتصادي بالإيالة التونسية وتورّطه في نوازل كثيرة ترتبط بعالم المال والأعمال: نوازل "البانكة" و"الرابطة" و"الدّخان" و"الكوشة" و"العلفة" (وهي قطاعات اقتصادية حيوية كان يحتكرها البايات وكبار مقرّبيهم) وما رافقها من فتك ابن عياد بكلّ مُنافس له أوْ مَنْ لَهُ ثروة في مختلف أرجاء البلاد التونسية، وممن أدانهم حسين نسيم شمامة بيشي السائر على خطى أستاذه ابن عياد (لاحق الجنرال حسين نسيما أيضا لاسترجاع الأموال التونسية المنهوبة وألف فيه كتابين (القسطاس المستقيم في اختلال الحكم ينفي جنسية القائد نسيم ورسالة إلى اللاّفوكاتية في نازلة نسيم شمامة). واجه حسين خصيمه ابن عياد بقرارات المحاكم ولوائح أحكام الإدانة وشهّر بابن عياد عندما ذكر أنه اصطحب معه إلى باريس "الكواغد والمراسيم والدّفاتر ولمْ يُبْرِزْ إلاّ ما كان "محل استشهادك وتحجب الباقي بالتشميع خشية أن يطلع أحدٌ على أسرارك" (حسم الإلداد ص: 109) ولا يخفى ما في ذلك من اتهام بتضليل العدالة (لاحظنا أن ابن عياد في ردّه على هذا الكتاب يعتبر خير الدين والجنرال حسين وأعضاءهما هم سبب البلاء) وأثنى على الشيخ محمد الأصرم وأكد أنه يوجد بالإيالة أناس لا تأخذهم في الحق لومة لائم، أتقياء أنقياء كالمرآة الثقيلة" (حسم الإلداد، ص 120) وختم الكتاب بمخاطبة ضمير ابن عياد ترغيبا له في الكف عن إلحاق الضيم بوطنه وأهله وترهيبا له بذكر ما ينتظره من وخيم العواقب في الدارين.
تعديل الجذاذة
شواهد

"لا يحسُن بذي مُروءة أن تكون خِدمتُهُ في دولته لمجرّد مصالحه الذاتية" (حسم الإلداد، ص 115).

" وإذا كان حبّ الوطن من الإيمان فخيانته جَحْدٌ لِنعْمتِه وكُفران(حسم الإلداد، ص122).

"وأنت لا تفكر في المصير إلى أين، هجرت وطنك لتلتذ بما جمعتَ منه" (حَسم الإلداد، ص 122).

مخطوطات
صور ذات صلة
معطيات بيبليوغرافيّة

• الطويلي، أحمد: الجنرال حسين، حياته وآثاره، تونس 1994.
• زوايني، زهرة: الرؤية الإصلاحية لدى الجنرال حسين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر رسالة ماجستير في الحضارة الحديثة، إشراف الأستاذ فتحي القاسمي، نوقشت بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس السنة الجامعية 2013 - 2014.
• بن بلغيث الشيباني: دور الجنرال حسين في الحركة الإصلاحية، المجلة التاريخية العربية للدراسات العثمانية ـ عدد 11ـ 12، أكتوبر 1995.

تحرير الجذاذة
(بتصرّف اللّجنة العلميّة)

متحف التراث المكتوب - 2022

Creative Commons logo

نرحّب بملاحظاتكم ومقترحاتكم على العنوان التّالي :